للمتعة عنوان في الأدب العربي
بقلم: حسين النعمة
أكثر الدراسات الأدبية والنقدية تناولت بحث وتحليل قضايا أدبية شتى، وإن اختلفت عنونتها، بيد أنها تصب في محور أدبي- نقدي واحد قد يلتزم بالمنهج العلمي مصدراً مهماً من مصادر كتابتها… والأدب بوصفه ظاهرة اجتماعية وفنية وإنسانية، هو الجانب الوجداني لفكرنا وواقعنا، له أصداءه الأدبية على اختلاف عناوينها.
في حين هنالك جزء يبرزه التفاعل النفسي إزاء النص الأدبي وهو المتعة، ولأن أدبنا العربي يزخرُ من ماضيه لحاضره بأشكال ومدارس أدبية كان ولا زال لكل منها جمهوره ومتأثريه بحسب أسلوبية ومنهج كل عصر ومدرسة، كان لها الفضل في تحقيق الاستجابة الوجدانية أثر انفعالات النفس مع النص والفكر الأدبي.
بهذا يكون للمتعة حصة في الأدب، وقد تنشئ مع مختلف الأذواق تبعا للتذوق البشري مما توضح مسيرة تأثر النفس بأي نوع أدبي شعرا أو نثرا بمختلف أجناسهِ، لما له من حلاوة بلاغية كان الوصول الى تحقيقها، تعبيرا عن هدف وطموح الأدباء والنقاد في خلق نص إبداعي يستذوقه المتلقي ويحلق مع فقراته وعباراته البلاغية، وبالتالي فجزء من الغاية الكمالية سيكون المتعة.
ومما أراه إن المتعة مشاركة وإسهام فهي تشارك كوسيلة في المكسب الحقيقي معنويا، لذا تكون لها درجات قد تصل للهيام أثر التعايش الروحي مع النص الأدبي.
أما ما قد تساهم فيه من فائدة، فلا يخفى الأدب العربي غني بالأجناس البلاغية التي تولد المتعة لدى المتلقي وهذا قد يعمل كدواء دارءً للتعصب والتشنج فيسهم كعامل بنّاء على تهدءة واسترخاء الأعصاب المتشنجة بناءً على جمالية السلم النغمي والإيقاعي للنص الأدبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق